هانى صلاح الدين

يد تبنى ويد تهدم 

الأحد، 17 فبراير 2013 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح من الواضح لجميع المصريين، فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر، أننا أمام تيارين أحدهما مصمم على استكمال مشوار الثورة بطريقها السلمى، الذى كان من أهم عوامل نجاحها، وأسقط الطاغية، وجعلت العالم ينبهر بها، وفصيل آخر مصمم على الزج بنا فى غيابات العنف واستهداف النظام الديمقراطى بمخطط عدم الاستقرار، ونشر الفوضى فى عرض البلاد وطولها، مستغلين حماس بعض شباب الثورة، وذلك على أمل إسقاط هذا النظام المنتخب الذى له ظهير شعبى قوى يعلمه الجميع.

وقد أثار الفصيل الثانى المصمم على العنف غضب كل المصريين، الذين توحدوا خلف مطلب واحد للرئيس، وهو مواجهة هؤلاء بحسم القانون، وعودة هيبة الدولة، ومواجهة مخطط نشر الفوضى بكل قوة، فالمرحلة دقيقة وحرجة، ونحتاج فيها إلى استقرار، يمهد الطريق لإصلاح اقتصادى، أصبح من أهم واجبات هذه المرحلة، فالأوضاع المعيشية للمصريين تحتاج لقفزات سريعة، تنقذنا من تردى الأحوال، وتحقق العدالة الاجتماعية، وترفع المعاناة عن بسطاء هذا الوطن، فالثورة لم تقم إلا لتحقيق شعارها «عيش–حرية–عدالة اجتماعية»، وإن لم تكن جهود السياسيين معارضين أو مؤيدين وسيلة لرفع المعاناة عن المصريين، فذلك الجهد عبث، وحرث فى الماء.

ومازالت متحيرا فيمن يقومون فى كل فعالياتهم باستهداف مؤسسات الدولة، وجر الشرطة لمواجهات عبثية، والدخول أخيرا فى مواجهات مع  الجيش فى مظاهرات الجمعة الماضية أمام قصر القبة، فهل من المنطق فى شىء أن ينتهى كل أسبوع بأحداث عنف دامية يصاب فيها المئات، وهل من المنطق أن يقوم هؤلاء بحرق ممتلكات الشعب، إنه العبث الذى أثار غضب الشعب، ودفع العشرات منه للخروج لمواجهة داعاة العنف وهدم الوطن، ولعل تصدى أبناء منطقة قصر القبة لمرتكبى العنف بالأمس، دليل واضح على أن «كيل الشعب فاض»، وأنه لن يرحم من سيتلاعب بأمن هذا الوطن.

ومن المفارقات التى ميزت الخبيث من الطيب ما نظمه الإسلاميون من مظاهرة يوم الجمعة الماضية، أبهرت الشعب فى دقة تنظيمها، ورقى أدائها، ونبل أهدافها التى طالبت بنبذ العنف، والتخلص من الشقاق والخلاف، وجمع الشمل الوطنى وإيجاد مساحات للتوافق بدلا من حالة الصراع السياسى التى أفقدتنا روح الثورة، وغيبتنا عن طريقها، فهل نحكم ضمائرنا الوطنية لكى نخرج من حالة الفوضى إلى مرحلة البناء؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة